the matreks المبدعون
عدد المساهمات : 345 تاريخ التسجيل : 16/06/2010 العمر : 34
| موضوع: مقدمة العكبري العكبري الأربعاء 11 أغسطس - 11:13 | |
| مقدمة العكبري
الحمد لله العظيم سلطانه، الجزيل إحسانه، الواضح برهانه، الذي قدر الأشياء بحكمته، وخلق الخلق بقدرته، فمنهم المريد، ومنهم البليد، الذي جعل العلم أربح المتاجر، وأشرف الذخائر، ورفع به الأصاغر على الأكابر. أحمده على ما أسبغ من نعمه المتواترة وعم من مننه الوافرة، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تمنع قائلها من لمس النار ومسها، وتجادل عنه " يومَ تَأتي كُلُ نَفْسٍ تجادلُ عن نفسها" وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله، أرسله بأحسن اللغات وأفصحها، وأبين العبارات وأوضحها، أظهر نور فضلها على لسانه، وعظم شأنها إظهار لها ولشانه، وجعلها غاية التبين، وخصه بها دون سائر المرسلين، ورد على من قال من الملحدين: "لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين" صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، صلاة دائمة إلى يوم تدعى كل أمة إلى كتابها، ويسوى بين عجم الأمة وأعرابها، يوم تخرس الألسنة عن إعرابها. أما بعد: فإني لما أتقنت الديوان، الذي انتشر ذكره في سائر البلدان، وقرأته قراءة فهم وضبط، على الشيخ الإمام أبي الحرم مكي بن ريان ، الماكسيني بالموصل، سنة تسع وتسعين وخمس مئة، وقرأته بالديار المصرية على الشيخ أبي محمد عبد المنعم بن صالح التيمى النحوي. ورأيت الناس قد أكثروا من شرح الديوان، واهتموا بمعانيه، فأعربوا فيه بكل فن وأغربوا. فمنهم من قصد المعاني دون الغريب، ومنهم من قصد الإعراب باللفظ القريب، ومنهم من أطال فيه وأسهب غاية التسهيب ، ومنهم من قصد التعصب عليه، ونسبه إلى غير ما كان قد قصد إليه، وما فيهم من أتى فيه بشيء شاف، ولا بعوض هو للطالب كاف، فاستخرت الله تعالى، وجمعت كتابي هذا من أقاويل شراحه الأعلام، معتمدًا على قول إمام القوم المقدم فيه، الموضح لمعانيه، المقدم في علم البيان أبي الفتح عثمان، وقول إمام الأدباء، وقدوة الشعراء، أحمد بن سليمان أبي العلاء، وقول الفاضل اللبيب، إمام كل أديب، أبي زكريا يحيى بن علي الخطيب وقول الإمام الأرشد، ذي الرأى المسدد، أبي الحسن علي بن أحمد ، وقول جماعة كأبي علي ابن فورجة، وأبي الفضل العروضي، وأبي بكر الخوارزمي ، وأبي محمد الحسن بن وكيع، وابن الإفليلي وجماعة.
وسميته: بالتبيان، في شرح الديوان وجعلت غرائب إعرابه أولا، وغرائب لغاته ثانيًا، ومعانيه ثالثًا، وليس غريب اللغة بغريب المعنى. فالله تعالى يعصمنا من ألسن الحساد، ويوقع في قلب ناظره وسامعه القبول، إنه كريم جواد.
| |
|