the matreks المبدعون
عدد المساهمات : 345 تاريخ التسجيل : 16/06/2010 العمر : 34
| موضوع: ملف كامل عن التدخين السبت 14 أغسطس - 9:55 | |
| التدخين مقدمة ليس من عصر كثرت فيه التجارب كعصرنا هذا وكأن الإنسان قد أصيب بهوس التجارب وعدواها في كل ما يمت إلى حياته بصلة. وقد تكون هذه التجارب مجرد واجهه أو مدخل شرعي لممارسة كافة الرغبات والأهواء على اختلاف أنواعها وشذوذها حتى تتحول تلك التجارب أخيرا إلى عادة مستحكمة ظالمة تقود الإنسان حسب هواها ورغباتها. وأكثر ما ينطبق ذلك على عادة التدخين التي تحكمت بعقول الناس على اختلاف مللهم وعلمهم ومشاربهم.
عادة التدخين آفة حضارية كريهة أنزلت بالإنسان العلل والأمراض كتأثيرها السيئ على الغدد الليمفاوية والنخامية والمراكز العصبية وتأثيرها الضار على القلب وضغط الدم والمجاري التنفسية والمعدة والعضلات والعين الخ ...
إنها تجارة العالم الرابحة ولكنه ربح حرام قائم على إتلاف الحياة وتدمير الإنسان عقلا وقلبا وإرادة وروحا. والغريب أن الإنسان يقبل على شراء هذه السموم الفتاكة بلهفة وشوق لما تحدثه في كيانهم من تفاعل غريب تجعله يلح في طلبها إلى أن تقضي عليه.
لا شك أن إغراءات الأصدقاء الواقعين تحت تأثير هذه العادة هي التي تعمل على إدخال البسطاء إلى عالمها الزائف الخادع حيث لا يتمكن أي منهم من التخلص منها إلا بعد شق النفس هذا إذا قدر له الخروج. وكأن الإنسان يظن انه يجد في هذه السموم ملاذا من همومه الكثيرة يهرب إليها في الشدائد والملمات. وهو لا يدري أن من يهرب إلى سم التبغ هو كمن يستجير من الرمضاء بالنار، لأنه بذلك يستنزف قواه ويقضي على البقية الباقية من عافيته.
كأنك أيها الإنسان لا تعلم انك بذلك تسير إلى طريق التهلكة والخراب وأن السعادة لا تكون في الركض وراء أوهام خادعة، إنها لا تكون بتغييب العقل وحجبه عن أن يكون قوة فاعلة يهديك سواء السبيل، إن السعادة هي في تحاشي الأخطار ومجابهة التحديات وتنبيه القوى الخيرة في الإنسان. إنها في الإرادة الصلبة والتنزه عن المطالب الخسيسة والانتصار على الضعف والوهم، إنها في الحفاظ على الصحة وعلى القوة العقلية والبدنية لإبقائها صالحة لمواجهة الملمات عوضا عن هدرها سدا وتبديدها فيما لا طائل ورائه.
إن العاقل يسهر على إصلاح نفسه وليس من يتبع سبيل الخطأ بحجة أن الأكثرية تسير في هذا الاتجاه. والجاهل هو من لا يملك التفكير الصائب للحكم على الأمور فتهون عليه نفسه وصحته. إن من يبيح لنفسه إتلافها بكل وسيلة رخيصة لمجرد أن فيها لذة مزعومة هو إنسان فقد مقومات الإنسانية، انه إنسان يستحق الرثاء.
بعد أن ازداد خطر عادة التدخين لا سيما في صفوف الشباب والمراهقين وطلاب المدارس والجامعات واستفحال خطره على الصحة فقد خصصت هذه الصفحة عن كل ذلك مظهرين بالحقائق والأرقام - لا بالعواطف والانفعالات - الخطر الكامن وراءه ووجوب محاربته على كل مستوى عن طريق التوعية الصحية والحذر من جعل الصحة مطية للشهوات وأداة للمقامرة. فالصحة هي الرصيد الحقيقي لكل دولة يحق لها أن تفتخر بنفسها وبمنجزاتها.
نبذة عن تاريخ التدخين في أوائل القرن السادس عشر ادخل مكتشفوا أمريكا عادة التدخين إلى الحضارة الأوروبية، ومصطلح نيكوتين الذي يتداوله الناس عند التحدث عن التدخين أخذ من اسم جون نيكوت سفير فرنسا في لشبونة والذي دافع عن التبغ وكان يؤكد أن للتدخين فوائد مثل إعادة الوعي وعلاج الكثير من الأمراض.
وحتى منذ هذه البداية لم يترك الموضوع دون مقاومة فقد قام كثيرون بمعارضته وخصوصا (جيمس الأول) في كتابه "مقاومة التبغ" حيث اعتبر التدخين وسيلة هدامة للصحة. أما السيجارة التي يعرفها الناس بشكلها الحالي فقد ظهرت في البرازيل عام 1870م.
من الغريب أن أول إحصائية عن التدخين في الولايات المتحدة الأمريكية ظهرت في عام 1880 وكان تعداد السكان خمسين مليون فقط ثبت أنهم يدخنون 1,3 بليون سيجارة سنويا وحينما ارتفع عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية إلى 204 مليون ارتفع عدد السجائر المدخنة إلى 536 بليون سيجارة سنويا.
من هذا يتضح أن السكان زادوا بنسبة 300% أي أن زيادة السجائر أكثر من زيادة السكان 133 مرة
لم يكن التدخين معروفآ في العالم القديم ، وإنما عرف بعد اكتشاف امريكا ، فنقل المستعمرون هذه العادة السيئة إلى أوروبا ، وقاومه الناس في البداية
مقاومة شديدة ، لكن التجار أصرو على إدخاله لما سيجر عليهم من ارباح وفيرة ، فأغروا الكبراء بالتدخين حتى تمكنت منهم هذه العادة السيئة
وانتشرت بشكل واسع بين رجال البلاط الإنجليزي ، وكان هذا في أواخر القرن السادس عشر الميلادي ، وبعد إنتقل التدخين من انجلترا إلى باقي
اوروبا ، وبعدها إلى بقية العالم .
دخان السجاير ، تكوينه و اقسامه :
يتركب دخان السجاير من حوالي اربعة الاف نوع من الغازات و المواد العالقة واهم هذه الغازات اول اكسيد الكربون وهيدروجين السيانيد و النشادر
و الاكرولين و اكسيد النيتروجين والمركبات المسرطنة التي تدعى امينات النتروز . أما عن المواد العالقة فهي النيكوتين ( وهو الذي يسبب التعود و الادمان على التدخين ) و البنزين و القطران والمركبات المسرطنة مثل
البنزوبيرين و البولونيوم .
ثلاثة من تلك المواد المذكورة تمثل خطرآ داهمآ بوجه خاص وهي :
- القطران : هو خليط من المواد الهيدروكربونية التي تتحول إلى مادة لاصقة داخل الرئتين وتحتوي على العديد من المركبات المسببة
للسرطان - النيكوتين : هي مادة كيميائية مسببة للإدمان والتي عندما تمتص داخل الرئتين تؤثر على الجهازين الدوري والعصبي ، والمدخن يدخن
السجائر بهدف الاحتفاظ بمستوى معين من النيكوتنين في دمه - أول أوكسيد الكربون : يقوم بسرقة الاكسجين من الجسم عن طريق الإقلال من مقدار الاكسجين الذي يمكن لكريات الدم الحمراء حمله إلى
جميع ارجاء الجسم
ينقسم الدخان الناتج عن احتراق التبغ خلال عملية التدخين إلى قسمين :
- التيار الاساسي : وهو الذي يستنشقه المدخن ، ويكون 15 % من كمية الدخان ويحتوي على مواد احترقت سريعآ على درجة حرارة مرتفعة ( في وجود لهب
) لذا يكون تركيزها قليلآ نسبيآ .
- التيار الجانبي : وهو الذي ينتشر في الهواء المحيط بالمدخن ويمثل 85 % من كمية الدخان ، ويحتوي على مواد احترقت ببطء على درجة حرارة منخفضة (
دون وجود لهب ) لذا يكون تركيزها عاليآ وضررها اشد من التيار الأساسي ، و التيار الجانبي هو المصدر الرئيسي للتدخين السلبي إذ يستنشق
– رغمآ عنه - كل من يشارك المدخن المكان وقد ثبت أنه مُمرض ومسرطن خاصة لمن يتعرضون له لفترات طويلة وبكثافة عالية مثل اطفال
المدخن وزوجته ورفقاء عمله ، ويمكن اثبات هذا التعرض بقياس مادة النيكوتين في لعاب مخالطي المدخن .
حجم المشكلة :
يعتبر التدخين أكبر وباء اجتاح العالم على مر الزمان ، فقضى على ملايين الاشخاص سنويآ منذ بدء انتشاره حتى الان ،
| |
|