وطني ارضه وهج المشاعر تتدفق

وطني ارضه وهج المشاعر تتدفق


ماذ أقـول وكيف أنسج أحرفي
الـوصـف يقصر عن بلوغ مقامه
كـلّـت قوافي الشعر حين نظمتها
وطـنـي رمـوز المجد فيه عشقتها
وطـنـي يـنـابيع العطاء وفيضه
فـيـه الـمـآثـر والشمائل جمة
الـنـفس تؤثره إذا اختلط الهوى
فـي أرضه وهـج المشاعر دافق
هـو دفـقـة يروي عروقي ماؤها
فـي غـاره الـباهي تجلّت نفحة
ونـسـيـم أبها في السحاب أريجه
والـبـحرشاخت فيه كل قصائدي
صـحـراؤه عـبق الربيع ونفحه
كـم مـن رجـال أنجبتهم أرضه
أودعـت فـيـه صـبابتي ومحبتي
وغرست فيه بكف شوقي لوعتي
فـسقيتها من ماء عشقي فارتوت
حـتـى تسامت في الفضاء فروعها
يـا نـفـس في تلك الديارمرابعي
كـم فـي فـؤادي يا بلادي لوعة
لـو بحت عن مكنون قلبي والهوى
اسـأل ثـرى أحد وطيبة والصفا
تـنـبـيـك عن خير البرية أحمد
يـمـنـاك يا وطني رياض أينعت
أفـديك يا وطني وهاطل دمعتي
ربـي إلـه الـكون بارك سعيهم
سـحي دموع الفخر يوم توافدوا
أرواحـهـم بـاعوا يرومون العلا







والقلب في وصف الهوى لا يكتفي
والـشـعر يخفض هامه بل ينكفي
فـي وصف هذا الطود حقًا لم تفِ
وتـراب مـسجده البهي الأشرف
ومـشـاعـل وقـادة لن تنطفي
فـيـه الـبـراعم للمكارم تقتفي
والـعـين تبصره كذاك وتصطفي
مـن شـيحه عطر العروبة أشتفي
هـو نـبـض هذا الخافق المتلهف
آيـات ربـي في رحاب المصحف
وجـبـال فـيـفا مثل قدّ أهيف
الـمـوج يـشـهد والمنابر تحتفي
وريـاضـه فـي الهام إن لم تعرفي
كـم مـن عظيم أو شريف أو وفي
ومـشـاعـري ومودتي وتلهفي
فـنـمت شجيرات الحنين المرهف
وحـرسـتها من كل راع مرجف
وترسخت في القلب في الركن الخفي
هـيـا أنيخي الركب فيها وادلفي
آهٍ أيـا أرض الـوفـا إن تـعرفي
مـا كـنت مصطنعًا ولا بالمسرف
واسـتنطق الذكرى هنا واستحلف
وعـن الـصحابة والعرين الأشرف
جـادت عـلـى المحتاج والمتعفف
يـبـكي جنودًا كالليوث ويحتفي
زمـرًا مـن الأفـذاذ لـم تتخلف
ذودا عن الـوطن المهدّد واذرفي
يـحـمـونـه من كل شر مجحف