فنجان قهوة !!!
صباحٌ رتيب كالعاده,,
لا جديد في خلجات النفس ,,
آخذ فنجاني متجهاً إلى تلك الأريكة كعادتي
رشفةٌ أولى
قراءة الجريدةِ الصباحية عبثاً علِّي أجد خبراً يهمني ,,
مؤسفٌ حقاً ,, رتابةُ أحداثٍ ومقالاتٌ مستهلكه
وحتى أرباب القلم
فشلوا في إثارة قلمي
رشفةٌ أخرى
سريانٌ للدفئ على شفاهي فقط ,,
هـــه ,, جديد عالم الأمس لم يصل إلي
وقديمه بالٍ بلا قيمة
رشفةٌ أخرى
أقلب بعدها ألبوم صورٍ قديمةٍ جداً
ساحرةٌ هي كعادتها ,, ملهمةٌ دوماً ,,
حتى في الصور
تبدو لي كأميرةٍ فرنسيةٍ تعي تماماً معنى كونها إرستقراطيةِ الحضور ,,
يعود الزمن إلى الوراء كثيراً
حيث كانت تجلس حيث أنا الآن
تبتسم وفنجان القهوة يأبى إلا أن يبقى بين يديها دافئا ,,
كنت أشعر ,,
ويكأن الكون كله يشعر بدفئ قهوتها ,,
يبتسم لإبتسامتها ,,
يشعر بالأمان في حضورها الهادئ
رشفةٌ أخرى
أنظر حولي ,,
أوارقي المتناثرةُ هنا وهناك
أي نقيض !!!
أحبها مرتبةً وأعشقها مبعثرة
حينَ أُلملمها
تستوقفني بعضُ الأوراق
ويكأنني أقرأها أول مرة
أو أنه شعور القراءة الأولى تسري
في كل أوردتي,,
تتسارع النبضات ,,
يحار القلب,,
نعم , هذه الورقة كانت لها
فهذا حبرها ,, وتلك أحرفها ,,
وكم هو مؤلمٌ جداً نزفها ,,
أعلم أنني حينها أضيع ببطىء
في غياهب ذكرها
رشفةٌ تائهة
كم هي قهوتي اليوم باااردة !!