كتب المحلل السياسي
منذ أن فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية في يناير 2006 أصبحت تعاني من حالة من الشطط والجموح والتعالي تراءى لها من خلالها أنها تستطيع أن تفعل ما تشاء وكيفما تشاء ، وأن هذا الفوز إنما هو تصريح مفتوح لعمل أي شيء وممارسة أي فعل بعيدا عن أي قيود لدين أو منطق أو عرف أو أخلاق .
مارست حماس العملية السياسية على هواها وكانت مستعدة لاستغلال الأغلبية البرلمانية التي حازتها للتصويت على أن الشمس تشرق من المغرب مثلا وتحاول ترسيخ هذا الأمر بالرغم من مخالفته للحقيقة الفلكية المعروفة .
استمرت هذه الحالة لتزداد استفحالا وتوحشا لتصل إلى حد إصدار صكوك التخوين والتكفير لمن تراه أهلا لذلك من وجهة نظرها بل وازداد الأمر ليصل لحد ارتكاب أعمال قتل وإعدامات وسحل تقشعر لها الأبدان ، ضاربة عرض الحائط بكل المعايير والقواعد الشرعية والفقهية مطلقة العنان لمشايخها لإصدار سيل من الفتاوى الغير مسندة والغير منطقية والتي لا علاقة لها بدين أو حتى بعرف أو أخلاق .
ولقد أقدمت حماس مؤخرا على عملين أثارا غضبا وحنقا شديدين سواء على المستوى الفلسطيني و العربي على حد سواء .
أولاهما إقدام حماس على هدم وإزالة النصب التذكاري للجندي المجهول في خانيونس ونقله من مكانه .
والثانية نقل طائرة الرئيس الشهيد ياسر عرفات وعرضها في معرض للسيارات وظهور أحد قيادات حماس في صورة معتليا سلم الطائرة .
الواقعتين السابقتين أثارتا سخطا عربيا وفلسطينيا واستفزازا للمشاعر ليس له حدود لأن النصب التذكاري كان يضم تحته رفات أكثر من عشرون شهيدا مصريا سقطوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي دفاعاً عن غزه وما أقدمت عليه حماس إنما يمثل استهتار واستهانة بدمائهم وبمشاعر أسرهم وبالقيم التي يمثلونها وبقداسة الشهداء وتضحياتهم وبوحدة الدم الفلسطيني والمصري والعربي الذي سال دفاعا عن فلسطين وشرف الأمة العربية قبل أن تفكر حركة الأخوان المسلمين مجرد تفكير في حمل السلاح والمقاومة وقبل أن تفقس بيوض طائر الفرس المجوسي عن نظام الملا لي في طهران بعشرات السنين .
وعندما يظهر فوزي برهوم معتليا سلم طائرة الشهيد الرمز ياسر عرفات فليعلم أنه لا يرتقي سلم المجد وإنما هو يقف فوق جثة فرس سقطت في معركة لا علاقة له فيها ولا مجد ولا فخار فقد سقطت هذه الفرس وسقط فارسها في معركة شرف وكرامة فيما كان برهوم وقادته مخدرون بالحشيش الأفغاني ، وظهور برهوم وغيره إنما هو ظهور كاريكاتوري ممسوخ لا قيمة له ولا معنى سوى محاولة بائسة ليكون مكان أشخاص لا يرتقى إلى " شاسع نعالهم ".
نقول لحماس لن تنجحي فيما تسعين إليه فلا إزالة النصب التذكاري ستفصم عرى الأخوة ووحدة الدم المصري الفلسطيني ولا اعتلاء طائرة الرئيس ياسر عرفات سينتقص من قدره شيئا بل سيلاحقكم الخزي والعار ولعنات الشهداء إلى الأبد .
وختاما نؤكد على حقيقة واحده أن حماس لم تعد تمثل الشعب الفلسطيني في شيء فلا همومه همومها ولا آماله وتطلعاته هي آمالها وتطلعاتها ، فمن يعبث برموز شعبنا بهذه الطريقة إنما يؤكد أنه لا يمت لهذا الشعب بأي صلة وإنما أصبح مرتبط بثقافات وقيم غريبة ودخيلة وليس فقط بأجندات وأنظمة إقليمية موتورة.
2010-06-30 12:26:56