الخليل-فلسطين برس- قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، مظاهرات تطالب بحرية الحركة ومناهضة للاستيطان في مدينة الخليل وبلدة بيت أمر جنوب الضفة الغربية.
واعتدت تلك القوات بالأيدي وبأعقاب البنادق على متظاهرين في مدينة الخليل طالبوا بفتح شارع الشهداء وبحرية الحركة للمواطنين الفلسطينيين فيها، وذلك أثناء التظاهرة الأسبوعية التي نظمت، مساء اليوم، في البلدة القديمة من المدينة.
وشارك في المظاهرة النائب مصطفى ألبرغوثي، ورئيس الهيئة الأهلية لدعم البلدة القديمة محمد أمين الجعبري، وما يزيد عن مائة وخمسين من المواطنين ومن نشطاء تجمع شباب ضد الاستيطان، وفصائل العمل الوطني المختلفة، والمتضامنين الأجانب والإسرائيليين.
ونظمت المظاهرة في ساحة البلدية القديمة من مدينة الخليل، عند أحد مداخل شارع الشهداء التي يغلقها الاحتلال، حيث ردد المشاركون هتافات وحملوا شعارات باللغات العربية، والإنجليزية، والعبرية، مطالبين سلطات الاحتلال بإعادة فتح شارع الشهداء المغلق منذ سنوات.
ووجه النائب البرغوثي التحية إلى منظمي المظاهرة على نضالهم المثابر الهادف إلى رفع الإغلاق عن قلب الخليل، معتبرا هذا النضال جزءا من النضال الشعبي المتواصل في بلعين، ونعلين، والولجة، والنبي صالح، وغيرها.
ووجه البرغوثي التحية إلى سكان مدينة الخليل الصامدين في وجه الاستيطان والاحتلال، وشكر المتضامنين الأجانب والإسرائيليين على وقفتهم التضامنية مع الشعب الفلسطيني.
بدوره، تحدث الناشط في تجمع شباب ضد الاستيطان هشام الشرباتي في المظاهرة، داعيا إلى تفعيل النضال العالمي ضد الاحتلال وتعزيز حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات.
وأضاف أن النضال في الخليل، الذي يشارك فيه فلسطينيون وإسرائيليون وأجانب، مسلمون ومسيحيون ويهود، هو نضال إنساني مشترك يهدف إلى إنهاء كافة أشكال التمييز العنصري وتحقيق السلام العادل.
من ناحيته، أكد هوية مدينة الخليل العربية وتحدث عن ضرورة تفعيل الصمود الشعبي في الخليل القديمة ودعم سكانها.
وأكد الناطق باسم حركة فتح المهندس أسامة القواسمي ضرورة الوحدة الوطنية كمدخل لتفعيل النضال ضد الاستيطان والاحتلال على طريق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وعندما حاول المتظاهرون العبور إلى البلدة القديمة هاجمهم أفراد من جيش الاحتلال وحرس حدوده واعتدوا عليهم دفعا وبأعقاب البنادق ومنعوهم من العبور من حارة القزازين باتجاه سوق اللبن، واعتصم المتظاهرون جلوسا على الأرض بعض الوقت قبل أن يغيروا اتجاههم.
وقال المتحدث باسم تجمع شباب ضد الاستيطان المهندس طارق أبو حمدية إن التجمع ينظم المظاهرة المذكورة أسبوعيا مساء كل سبت، التي تعتبر جزءا من نضال متواصل ينظمه التجمع من أجل فتح شارع الشهداء وحرية الحركة للمواطنين الفلسطينيين في مدينة الخليل.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت شارع الشهداء عام 1994 أمام حركة المركبات الفلسطينية في أعقاب مجزرة الحرم الإبراهيمي، ثم منعت المواطنين الفلسطينيين من المشي في الشارع نهاية عام 2000 بدعوى توفير الأمن لنحو 600 مستوطن إسرائيلي يحتلون قلب الخليل.
وأضاف أبو حمدية أن الاحتلال يغلق بأوامر عسكرية أكثر من 500 محلا تجاريا وسط المدينة، وممارساته فيها أجبرت أصحاب أكثر من ألف محل تجاري آخر على إغلاق محلاتهم، كما ويقيم نحو مائة حاجز وبوابة حديدية من أنواع مختلفة فيها، في وقت يتمتع فيه المستوطنون غير الشرعيين بحرية الحركة في الشوارعِ المغلقة ويحظون بحماية قوات أمن الاحتلال.
وقد حولت ممارسات الاحتلال ومستوطنيه في مدينة الخليل حياة نحو 200 ألف فلسطيني، هم سكان مدينة الخليل الأصليين، إلى جحيم وهجرت الآلاف منهم من بيوتهم.
وفي بلدة بيت أمر شمال الخليل، اعتدت قوات الاحتلال والمستوطنين، اليوم، على متضامنين وأصابت مصورا صحفيا خلال المسيرة الأسبوعية التي نظمها نشطاء ومزارعون ضد الاستيطان في بيت أمر شمال الخليل.
وأفاد المسؤول الإعلامي في مشروع التضامن الفلسطيني محمد عوض، أن قوات الاحتلال اعتدت على المتظاهرين والصحفيين، الذين رافقوا المسيرة التي نظمت بالقرب من مستوطنة 'كرمي تسور'، حيث أطلق جنود الاحتلال الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت باتجاههم، وأصيب المصور الصحفي ناجح الهشلمون بحالة إغماء جراء استنشاق الغاز.
وأشار عوض، إلى أن المتظاهرين استخدموا الأبواق لإزعاج المستوطنين تعبيرا عن رفضهم للاستيطان في المنطقة، وحملوا أعلاما فلسطينية وأخرى تركية، واقتربوا من بوابة المستوطنة
مشيرا، إلى أن جنود الاحتلال رافقوا المستوطنين بالاعتداء بالضرب على المتظاهرين والصحفيين، وأعلنوا المنطقة عسكرية مغلقة، ومنعوا المزارعين من العمل في أرضهم القريبة من المستوطنة.
2010-07-03 21:26:50