ما أنا بقائدٍ
ولستُ برئيس جمهوريَّة
أنا رجلٌ أعزلُ
فكيف آمركم بتحرير القمر ِ
من سجن الوثنيَّة؟
ما أنا بفارس ٍ
حتى أدعو للجهادِ
أنا ثائرٌ ما عندي سكـِّينٌ
ولا بندقيَّة
أنا شاعرٌ سلاحي
شعري وجراحي
سلاحي آياتٌ منسيَّة
سلاحي عطرٌ لكلِّ النساءِ
ووردة ٌ جوريَّة
فكيف أستفزُّكم بكلماتي
وكيف أحرُّك ما كان ساكنا ً منذ عصور ٍ
في زمن ٍ
نسي الحضر فيه المروءة َ
وما عاد للبدو منكم حميَّة؟.
***
كلماتي لن تنفعكم
لأنكم بشرٌ
ما عندكم قضيَّة
لأنكم أناسٌ
لا دين لكم
ولا وصيَّة
كلماتي أنا لا أكتبها لكم
كلماتي للشمس والقمرْ
لأبناء الشمس ِ
للذكريات ِ
للصوَرْ
كلماتي تـُكتبُ لمآذن الشام ِ
وأولياء حمصَ العديَّة
لأنني أدركُ
أنني لن أغيِّر حال شعبٍ
ما زال يتغنى بليالي الجاهليَّة
لن أحطـِّم قيود النساءْ
لن أخلق من ظلماتكم الضياءْ
ولن أستطيع يوما ً
أنْ أجعل من أرواحكم حيَّة
فأنتم شعبٌ – وللأسفِ –
همُّكم قدح العرق ِ
ولفافة الحشيش ِ
همُّكم أين تسهرون عشيَّة
أنتم شعبٌ
لا تعرفون حبَّا ً
لا تعرفون صدقا ً
لا تعرفون إنسانيَّة
كلماتي ليستْ لكم
فأنا أدرك أنني لن أهز مشاعر شعبٍ
يعلن النفير العامَّ
إنْ مرَّتْ في الحيِّ صبيَّة.