القاهرة-فلسطين برس- قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ان المشاورات المنفصلة التي أجراها الرئيس المصري حسني مبارك اليوم مع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والمبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشيل تركزت على جهود دفع عملية السلام في الشرق الأوسط.
واوضح ابو الغيط في مؤتمر صحافي أن الرئيس مبارك تلقى تقريرا من المبعوث الأمريكي حول جهوده في عملية المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وما جرى تحقيقه وما لم يتحقق في هذا الشأن كما استمع أيضا الى رؤية رئيس السلطة الفلسطينية في هذا الشأن.
وأضاف أن الرئيس مبارك كان قد تلقى رسالة في وقت سابق اليوم من الرئيس الامريكي باراك أوباما كما تلقى اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، مشيرا الى أن الهدف من كل هذه اللقاءات والاتصالات والمشاورات هو الاسراع بالانتقال من مرحلة المفاوضات غير المباشرة الى مرحلة المفاوضات المباشرة.
واشار الى ان مبارك استمع خلال لقائه برئيس الوزراء الاسرائيلي الى نتائج اجتماعات نتنياهو الأخيرة مع أوباما كما استمع الى الأطروحات التي قدمها الجانب الاسرائيلي الى الجانب الأمريكي لاثارة الحوافز لدى الفلسطينيين للانتقال الى المفاوضات المباشرة.
وقال ان مبارك أكد خلال لقاءات اليوم على موقف مصر مطالبا اسرائيل بأن تتحرك تحركا استراتيجيا قويا يعمق الثقة لدى الفلسطينيين في نوايا اسرائيل وبالتالي نستطيع ان نشجع على التحول الى المفاوضات المباشرة.
ولفت الى ان المفاوضات المباشرة هي الطريق الى التوصل الى تسوية نهائية متفق عليها مع التأكيد على أنه لكي تعقد هذه المفاوضات المباشرة يجب تهيئة المناخ المناسب لها وأن يكون قد تحقق التقدم الكافي الذي يؤمن لها الأرضية المناسبة وسد الثغرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
ودعا ابو الغيط الجانب الامريكي الى تكثيف اتصالاته وجهوده في الفترة المقبلة حتى يتمكن من وضع الارضية المناسبة لكي يلتقي الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي في مفاوضات مباشرة على مستوى قيادة الجانبين.
ورأى ان الضمانات الامريكية للتحول الى المفاوضات المباشرة يجب أن تركز على ثلاثة بنود اولها حدود الدولة الفلسطينية التي تستند الى حدود عام 1967 وثانيها توقف الاستيطان تماما خلال فترة المفاوضات واخيرا أن يكون هناك اطار زمني محكم فيما يتعلق بالمفاوضات أي لا تكون مفاوضات بلا نهاية.
ونفى ان تكون رسالة الرئيس الامريكي الى مبارك اليوم تحمل ضغوطا لحمل الفلسطينيين على الانتقال الى المفاوضات المباشرة مؤكدا ان المسألة لا تتعلق بممارسة أي شكل من الضغوط وانما تبادل وجهات النظر بما يحقق رغبة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في تحقيق السلام.
واكد ابو الغيط اهمية النتائج التي تحققت من الجولات المتعاقبة للمبعوث الامريكي ميتشيل فى استمرار المشاورات الامريكية مع الاطراف المعنية لتحريك المسائل لافتا الى ان الفترة المقبلة ستشهد اجتماعات عربية ودولية مهمة لدفع عملية السلام.
ورأى ابو الغيط أن الجانب الامريكي أصبح لديه الآن أفكار مطروحة من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي حيث قدم الفلسطينيون أوراقا كثيرة تعكس رؤيتهم بالكامل كما أن الجانب الاسرائيلي أعطى الأمريكيين جانبا من أفكارهم.
وردا على سؤال بشأن مدى عمق الفجوة بين الفلسطينيين والاسرائيليين قال وزير الخارجية المصري ان المسألة تتعلق بالفهم الأساسي للعلاقة بين الحدود والأمن فاسرائيل تهتم بمسألة الأمن مقابل تمسك الفلسطينيين بمسألة الحدود والسؤال هو كيفية تأمين حاجة كل جانب بالشكل الذي يؤدى للتحرك نحو المفاوضات المباشرة وبما يجعل كل طرف يثق في الآخر.
وقال ان " الفجوة لا تزال واسعة بين الطرفين ولكن من الممكن سد هذه الفجوة عبر توفير الاسس اللازمة والمناخ الذي من خلاله يمكن الانتقال الى مفاوضات مباشرة " موضحا أن تحقيق هذا يتم عبر مساعدة الجانب الأمريكي للفلسطينيين والاسرائيليين من خلال تكثيف الاتصالات بينهما.
وردا على سؤال حول نتائج المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي قال أبو الغيط ان هذه المفاوضات لم تحقق الهدف منها حتى الآن مضيفا أنه يجب الاستمرار في بذل الجهد آخذا في الاعتبار أن الدول العربية في اجتماع لجنة المتابعة السابق وأيضا الاجتماع القادم الذي سيعقد في 29 يوليو الجاري قد أعطت مهلة لهذه المفاوضات بأربعة أشهر حتى تحقق الهدف منها حتى نستطيع التحول للمفاوضات المباشرة.
واكد اهمية أن يلتزم الجانب الاسرائيلي بمنع أي نوع من أنواع الاستيطان سواء في القدس الشرقية أو في باقي الاراضي الفلسطينية المحتلة وهو الشرط الفلسطيني الذي طرح على مدار الشهور الماضية ومازال مطروحا حتى الآن.
ووصف طرح وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان برفع مسؤولية اسرائيل عن قطاع غزة عبر منح القطاع الحكم الذاتي واعتباره كيانا منفصلا بأنه مجرد " هراء " مشيرا الى ان ما تحدث به ليبرمان يجب أن يكون حافزا قويا للفلسطينيين لكي يتنبهوا للفخ الذي يحاك لهم ومشددا على ان المصالحة هي التي تدعم الموقف الفلسطيني في أي مفاوضات مباشرة اذا ما تقرر التحول اليها.
وحول البدائل المطروحة حاليا في ظل استمرار الجانب الاسرائيلي في اضاعة الوقت قال ابو الغيط " سوف ننتظر حتى نهاية الاشهر الاربعة وعندئذ سيكون لكل حادث حديث "، مؤكدا سعى كل الأطراف الدولية ومصر من أجل تهيئة الأرضية المناسبة للدخول في المفاوضات المباشرة وسد الفجوة بين مواقف الفلسطينيين والاسرائيليين مع تحدد الاجندة الخاصة بالمفاوضات واطارها الزمني.
2010-07-19 03:13:56