فيينا: بثينة عبد الرحمن
في بادرة هي الأولى من نوعها، عمدت وزارة الصحة النمساوية إلى توزيع
منشورات في كل مطاراتها، وفي مقدمتها مطار فيينا الدولي، تحث فيها رعاياها
على الحيطة والحذر من خطورة التزين بالحناء المخلوطة بمواد صابغة غير
مدروسة. وكذلك توفير إرشادات أكثر تشددا ضد الاندفاع وراء موضة الوشم
«التاتو» التي قد يؤدي سوء المعدات المستخدمة فيها إلى نقل أمراض معدية،
كفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) والتهاب الكبد الوبائي بنوعيه «باء» و«جيم».
هذا، وكانت تقارير صحية قد رصدت ازدياد عدد الضحايا ممن يعودون من عطلاتهم
الصيفية حول العالم وهم مزينون برسوم وزخارف وشمية جميلة وشموها على
أجسادهم كذكرى من مواقع إجازاتهم من دون أن ينتبهوا إلى خطورتها الصحية
المحتملة، ولا سيما، في حالة قلة التنبه إلى النواحي الصحية في بعض المحلات
وصالونات الوشم والتجميل.
والجدير بالإشارة، أن عملية الوشم «التاتو» تعمد إلى الحفر تحت الطبقة
السطحية للجلد ويصحبها بعض النزيف والجروح. أما في حالة الحناء، فالخطورة
تنجم عند خلطها ببعض الأصباغ الصناعية، بما في ذلك نوعية من الأصباغ
المخصصة لتلوين الأقمشة، وذلك بهدف أن تكتسب الحناء لونا داكنا في وقت
أقصر. غير أن هذه الأصباغ الصناعية يمكن أن تتسبب في حالات من الحساسية
وأمراض التهابية، بالإضافة إلى ما قد تسببه من ترسبات في الكلى. هذا،
ولم تغفل المنشورات الإشارة إلى جمال الحناء وسلامتها كمادة للزينة منذ
قرون خلت.. ولكن هذا في حالة إذا ما استخدمت كمادة طبيعية من دون إضافات
صناعية لا تحمد عقباها