بيروت-فلسطين برس- ذكرت صحيفة (الحياة) الصادرة في لندن اليوم – الاربعاء ان موضوع الحقوق المدنية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان قد طغى على موضوع اللقاء الذي عقد في السراي الحكومي أمس، تحت عنوان " العلاقات اللبنانية- الفلسطينية، إنجازات، رؤية ومستقبل" برعاية رئيس الحكومة سعد الحريري بحضور الرئيس السابق للحكومة النائب فؤاد السنيورة ، وعدد من الوزراء والنواب والسفراء العرب والأجانب وشخصيات وجمعيات فلسطينية.
وتحدث رئيس الحكومة اللبنانية خلال اللقاء، مشيرا الى أن " واجبات لبنان تجاه الإخوة الفلسطينيين ناقصة، والعقود الماضية تراكمت من المشاكل الاجتماعية والإنسانية"، مؤكداً أن "الدولة لا تستطيع أن تلعب دور المتفرج على هذا الواقع الذي يمكن أن يتعاظم سنة بعد سنة، ويتحول إلى مسألة معقدة غير قابلة للحلول."
وتابع سعد الحريري قائلا: " اسمحوا لي أن أذهب بالصراحة إلى ما هو أبعد من واجبات الدولة الاجتماعية والإنسانية لأشير أيضاً إلى واجب الدولة في تأمين سلامة المقيمين على أراضيها، كل المقيمين، من دون استثناء وبسط سيادتها على الأراضي كافة خارج المخيمات وداخلها "، مشيراً الى أن "الواقع الأمني للمخيمات الفلسطينية مأسوي أيضاً، يلقي بظله على حدود واجبات الدولة اللبنانية ومواقف العديد من الأطراف منها ".
وشدد رئيس الحكومة اللبنانية على أن "من حق لبنان على أشقائه والفلسطينيين المقيمين على أرضه في شكل خاص، أن يدركوا أهمية الاستقرار في لبنان لقضيتهم، وأن أي شكل من أشكال الفوضى لن يجعلنا نتقدم شبراً واحداً في اتجاه فلسطين. فلسطين تبتعد عنا، كلما أوغلنا في الفوضى، وأفسحنا المجال لتحويل المخيمات في لبنان أو غيره إلى ساحات للخروج على القانون على صورة كارثة نهر البارد". وأكد أن "إعادة بناء نهر البارد ركن أساس في إعادة العلاقة إلى خطها الصحيح"، داعياً "الإخوة العرب والمجتمع الدولي إلى متابعة دعم هذا المجهود ليطمئن اللاجئون الفلسطينيون إلى صدقية المعالجات الجارية، ويطمئن اللبنانيون إلى مستقبل أمنهم".
كما أكد أن "اللبنانيين بمختلف اتجاهاتهم السياسية والفكرية لن يشكلوا عائقاً في أي مشروع يليق بمسؤولية لبنان تجاه أشقائه الضيوف، وأن الفصائل الفلسطينية في المقابل معنية بحماية الاستقرار في لبنان والتزام موجبات القانون اللبناني". وقال: "مع تفهمي لكل التحركات وردود الفعل التي ترافق طرح هذا الموضوع فإن المسؤولية تحملني على التشديد على أن معالجة هذه المسألة، وهي ستحصل حتماً، تتم في إطار المؤسسات المعنية وتحت سقف الحوار والتفاهم وبعيداً من أي شكل من الإثارة أو أي خطوة غير مدروسة".
ودعا الحريري الجميع الى " وقف السباق السياسي والإعلامي حول حقوق الفلسطينيين المدنية أو الإنسانية أو الاجتماعية في لبنان "، وقال: "هناك واجبات إنسانية واجتماعية وأخلاقية، لا بدَّ للدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولية القيام بها تجاه الإخوة الفلسطينيين. ولبنان لن يتهرب من هذه الواجبات. فلا مكان في واجبات لبنان تجاه الإخوة الفلسطينيين لأيِ نافذة يمكن أن تطل على التوطين أو أيِ إجراء يناقض حق العودة ".
وذكر الحريري بما ورد في البيان الوزاري من " التزامنا رفض التوطين ومعالجة مسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها مع التزامنا حماية أمن اللاجئين في إطار القانون"
وإذ ذكر الحريري بأن " لبنان جعل فلسطين قضيته المركزية قولاً وفعلاً.
2010-06-30 12:49:43