القدس-فلسطين برس- تدرب الجيش الإسرائيلي على خطط لاحتلال مناطق في جنوب لبنان من اجل السيطرة على "محميات حزب الله" لمنع إطلاق صواريخ "كاتيوشا" قصيرة المدى في اتجاه شمال إسرائيل، على رغم ان التقديرات الحالية تشير الى ان جميع الأطراف ليسوا معنيين بنشوب حرب جديدة هذا الصيف.
وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عاموس هارئيل ان "نجاحاً للجيش الإسرائيلي في الجولة المقبلة ينبغي ان يستند إلى الدمج بين احتلال منطقة وإجراء مسح جزئي فيها بحثاً عن صواريخ "حزب الله" وملاجئه، بقدر ما يسمح الوقت، وضرب المواقع المهمة لحزب الله وحكومة لبنان".
وأضاف هارئيل أن "هذا المنظور العسكري هو جزء من العبر التي استخلصها الجيش الإسرائيلي من إخفاقاته خلال حرب لبنان الثانية التي نشبت في 12 تموز 2006"، موضحا في هذا السياق ان "الجيش الإسرائيلي بدأ يدرك أخيرا ضرورة احتلال مناطق في جنوب لبنان على رغم ان ضباطاً في الجيش الاميركي أشاروا الى ضرورة القيام بذلك لدى لقائهم ضباطاً إسرائيليين عقب الحرب".
وذكرت "هآرتس" ان "جنود كتيبة الجوالة التابعة للواء غولاني أجروا تدريبات على احتلال المناطق التي تقوم فيها "محميات" الحزب في جنوب لبنان في منطقة جنوب جبال الكرمل بعد تغيير قسم من معالم المكان ليصير شبيها بجنوب لبنان.
كما أجرت الكتيبة التدريبات طوال 13 أسبوعاً نقل في ختامها الجنود بمروحيات إلى هضبة الجولان للمشاركة في تدريب شاق آخر ساروا خلاله مسافة 15 كيلومترا في منطقة وعرة جداً وكان كل منهم يحمل معدّات وسلاحاً وحاجات أخرى وزنها 30 كيلوغراماً".
وصرح قائد الكتيبة المقدم أورن كوهين قائلاً: "نعرف اليوم أكثر بكثير ممّا كنا نعرف عن المحميات قبل خمس سنوات، ولو أرسلنا الكتيبة إلى أماكن كهذه عام 2006 لتكبّدنا ثمنا باهظاً. صحيح ان الخلايا المحلية التابعة لحزب الله موجودة هناك منذ سنوات وتُعِدّ نفسها لصد اجتياح للجيش الإسرائيلي لمنطقة معينة، ولكن في نهاية المطاف يتلقى هؤلاء الأشخاص تأهيلا مدة شهرين ونصف شهر بينما جنودنا مدربون أكثر، ومع ان مواجهة كهذه ستكبدنا خسائر في الأرواح، فإن المهمة ستنفّذ وأنا أشعر الآن بأمن أكثر مع المقاتلين الموجودين في الأسفل"، في إشارة الى الملاجئ في جنوب جبال الكرمل.
واستناداً الى الجيش الإسرائيلي، فقد نقل "حزب الله" مركز ثقله من "المحميات" الطبيعية في مناطق مفتوحة الى مواقع داخل القرى والبلدات بجنوب لبنان "انطلاقاً من فرضية ان إسرائيل ستتردد في قصف مناطق آهلة".
وتابع هارئيل في "هآرتس" يقول: "يبدو ان إسرائيل تجمع اليوم معلومات استخبارية ذات نوعية عالية عما يحصل في لبنان وهي تجمع معلومات عن المحميات المدنية الواقعة داخل القرى والبلدات، ولكن الى جانب ذلك جرى تطوير عقيدة الضاحية في إشارة إلى القصف الإسرائيلي المكثف للضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت".
ولفت الى ان "سوريا ولبنان ليسا معنيين الآن بحرب جديدة في الصيف الحالي وكذلك إسرائيل، لكن جيش إسرائيل يلوّح بزيادة احتمالات نشوب حرب كهذه اذا نجح حزب الله في تنفيذ هجوم على هدف إسرائيلي داخلي أو خارجي انتقاماً لاغتيال القيادي العسكري في الحزب عماد مغنية".
2010-07-03 09:25:12